الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تونس تعترف بحكومتين في ليبيا: تكتيك لحماية البلاد والعباد.. أم اعتراف بتعاظم نفوذ الارهاب؟

نشر في  25 فيفري 2015  (11:14)

أعلن وزير الخارجية الطيب البكوش مؤخرا  أن الحكومة التونسية ملزمة بالتعامل مع حكومتين شرعيتين في ليبيا وذلك حرصا على سلامة جاليتها قائلا : «ليبيا فيها حكومتان، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب وكل واحدة لها شرعيتها».
وفي هذا الصدد اتصلت أخبار الجمهورية بهذه الشخصيات لمعرفة آرائهم من إعلان تونس الاعتراف بالحكومتين المتنازعتين في ليبيا..

عبد اللطيف الحناشي: الموقف التونسي يبدو براغماتيا ووطنيا بامتياز

في البداية اعتبر المؤرخ والباحث والمحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي أن الوضع الليبي العام يبدو شديد التعقيد والتداخل والغموض أيضا ولا يتعلق الأمر بالأطراف الداخلية فحسب بل أيضا من قبل الدول العربية والأجنبية.
 وفي هذا الإطار يتنزل الموقف التونسي الأخير مما يجري في ليبيا فهذا البلد الجار الذي نرتبط به تاريخيا وحضاريا وعضويا على جميع المستويات تتقاسمه الآن سلطتان واحدة في طبرق جاءت على أساس انتخابات جوان 2014 التي نجح فيها التيار الليبرالي والتيار الفيدرالي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب الجديد.  وأخرى سميت بالإنقاذ ولم تعترف بنتائج انتخابات 2014 البرلمانية وتمسكت بسلطة المؤتمر الوطني العام الذي سيطر عليه الإسلاميون وأسسوا حكومة موازية في طرابلس، وطالبوا بضرورة عدم الاعتراف بحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق. والموقف الدولي من الحكومتين متفاوت حسب مصالح كل دولة...
وأضاف الباحث قائلا ان الموقف التونسي يبدو موقفا براغماتيا ووطنيا بامتياز يستجيب لمصالح تونس وعمق علاقاتها مع ليبيا ويخضع لعدة اعتبارات منها إمكانية تداعيات أي حدث في ليبيا على تونس نتيجة القرب الجغرافي ونتيجة لوجود جالية ليبية كبيرة في تونس وعدد هام من التونسيين في ليبيا إضافة لوجود رهائن تونسيين لدى مجموعات ليبية لم تعلن عن هويتها لحد الآن...
 وتابع حديثه : «بقطع النظر عن طبيعة فجر ليبيا وطموحاتها، فان كل الأطراف الليبية المتصارعة تتحكم فيها مصالح وأطراف دولية وإقليمية، لذلك فان الواقع يفرض التعامل معها تبعا لحضورها وانتشارها على الأرض في انتظار تغيرات ما قد تحصل بين عشية وضحاها خاصة أن هذه المجموعة مسنودة من قبل بعض الدول العربية والأجنبية.
 ومن ناحية أخرى اعتبر عبد اللطيف الحناشي أن رفض تونس لأي تدخل أجنبي أو عربي في ليبيا هو موقف سليم وذو بعد استراتيجي، قائلا: « انّ أي تدخل قد يجر تونس للمعركة بل أن أي تدخل أجنبي أو عربي سيعود بالوبال على تونس على جميع المستويات وقد يفرض عليها أجندات معينة ونعتقد أن الموقفين اللذين اتخذتهما تونس سليمان ويخدمان المصلحة الوطنية التونسية فلا شيء ثابت في السياسة عامة وفي المسألة الليبية خاصة..

عبد الستار المسعودي: هل ستعترف تونس بداعش كحكومة في ليبيا في صورة افتكاكها للسلطة؟

من جهته استنكر القيادي في حركة نداء تونس عبد الستار المسعودي تصريح وزير الخارجية الطيب البكوش الذي أعلن فيه اعتراف تونس بحكومتين شرعيتين في ليبيا واحدة في الشرق والأخرى في الغرب، وقال إن بعض الممارسات التي أصبحت تعتمدها حركة نداء تونس هي نتاج «للتذبذب» الذي باتت تشهده الحركة لتأثير بعض الأطراف على سياستها ومواقفها.
وفي سياق متصل، اعتبر أنّ جماعة فجر ليبيا تندرج ضمن العناصر الإرهابية التي هي على علاقة بتنظيم أنصار الشريعة المحظور والتي كان الأجدر بالحكومة التونسية عدم الاعتراف بها وفق تعبيره. وتساءل عن الموقف الذي ستتخذه الحكومة التونسية في صورة تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على ليبيا، قائلا: «هل سيتم وقتها الاعتراف بداعش كحكومة شرعية في ليبيا كما تمّ مع فجر ليبيا؟»

عبد الله العبيدي: اعتراف الحكومة التونسية بالحكومتين الموجودتين في ليبيا هو توخّ للحياد لسلامة لتونس وشعبها

من جانبه أوضح الخبير في العلاقات الدولية والدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي أن مفهوم العمل القنصلي الذي يختلف كثيرا على العمل السياسي،  وأفاد أن القنصليات بدأت تاريخيا قبل بناء العلاقات السياسية وعملها إداري بحت مثل عمل الإدارة المدنية وفق تعبيره.
واعتبر الخبير أن تصريح الطيب البكوش اقتضته الضرورة والأوضاع التي تعيش على وقعها المنطقة الإقليمية وخاصة ليبيا إلى جانب وجود اعتبارات كثيرة من أهمها وجود جاليتنا التونسية بليبيا وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وفي طريقة اختيار قياداتهم الذين يتفقون عليها، مشيرا في المقابل إلى ضرورة أن تعمل الحكومات الموجودة في ليبيا إلى النأي بنا عن مشاكلهم.
كما أكد الدبلوماسي السابق أن اعتراف الحكومة التونسية بالحكومتين الموجودتين في ليبيا لا يعني انحيازا لطرف معين بل هو توخّ للحياد الذي يضمن سلامة التراب التونسي وشعبه خاصة ونحن لا نعلم ما الذي ينتظر ليبيا ومن الأطراف التي ستحكمها وتسيطر عليها لاحقا، لذلك وجب الحذر في التعامل مع سياساتها حتى لا نكتوي بمعاناتها وفق تعبيره.
ومن ناحية أخرى شدد عبد الله العبيدي على ضرورة توخي قوات الأمن والجيش الحذر والتأهب دائما خاصة على الحدود والقيام بالعمليات الاستباقية للكشف على الخلايا النائمة حتى لا يمتد إلينا وحش الإرهاب.

اعداد: منارة تليجاني